مؤسسة العائلة توسع استثماراتها العقارية فى دول الخليج عائلة ترامب ترفع شعار«البيزنس أولًا»

فاتن الحديدى
يومًا بعد يوم تتضح نوايا وأطماع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، فى منطقة الشرق الأوسط، وعقليته فى إدارة الولايات المتحدة الأمريكية، لخدمة مصالح وأعمال عائلته، وزيادة أرباحها ومكاسبها، دون مراعاة للقوانين الدولية أو الإنسانية، أو مصالح الدولة التى يديرها، الأمر الذى بدا واضحًا فى إعلانه نيته الاستيلاء على قطاع غزة الفلسطينى لبناء ريفييرا الشرق الأوسط.
فى المقابل، ظهر آخر أحفاد السلطان عبدالحميد ليؤكد أن أرض غزة إرث عائلى وأنها ملك للإمبراطورية العثمانية وليس من حق أحد أن يبيع أو يشترى أو يستثمر فيها.
فى ثمانينيات القرن العشرين قام الرئيس الأمريكى ترامب بتأليف كتاب بعنوان «فن الصفقة»، شرح خلاله كيفية التأثير على الخصم للوصول لأفضل المكاسب الممكنة عن طريق إثارة الفوضى، وإثارة الجدل، والتلويح بالقوة حتى يتم التفاوض من مبدأ قوة وفرض شروط جديدة أكثر مما كان موضوعًا بالحسبان، وهى تلك القواعد التى يسعى لتطبيقها حاليًا فى إدارته للصراع بين إسرائيل وحركة حماس فى قطاع غزة الفلسطينى.
مؤخرًا، أعلن ترامب أن الولايات المتحدة يجب أن تسيطر على غزة وتُهَجّر الفلسطينيين بالكامل من الجيب الساحلى المدمر وإعادة توطينهم فى أماكن أخرى.
وأضاف ترامب: «كل من تحدثت إليه يحب فكرة امتلاك الولايات المتحدة لتلك القطعة من الأرض، وتطويرها وخلق الآلاف من الوظائف سيكون الأمر رائعًا»!!
وقال جاريد كوشنر - صهر ترامب - فى مقابلة فى جامعة هارفارد فى فبراير 2024 إن الممتلكات الواقعة على الواجهة البحرية فى غزة يمكن أن تكون «قيمة للغاية وأنه سيبذل قصارى جهده لإخراج الناس ثم تنظيفها»!
بيزنس ترامب فى الشرق الأوسط
تسعى عائلة ترامب منذ 3 سنوات مضت، ممثلة فى أبنائه إريك وجونيور، اللذين تصل ثروتهما الصافية لـ6.2 مليار دولار، لتوطيد تواجدها فى منطقة الشرق الأوسط، عبر صفقات العلامات التجارية لمؤسسة ترامب التى تساهم فى زيادة مكاسب العائلة بعشرات الملايين من الدولارات فى شكل رسوم مقابل الحق فى استخدام الاسم للمساعدة فى تعزيز مبيعات الشقق الفاخرة أو ملاعب الجولف أو الفنادق.
فى السنوات القليلة الماضية، وقعت مؤسسة ترامب عدة اتفاقيات مع شركة العقارات السعودية دار جلوبال، الذراع الدولية لشركة دار الأركان للتطوير العقارى فى المملكة العربية السعودية لتطوير فندق ومنتجع جولف فاخر يحمل علامة ترامب التجارية.
وأعلنت مؤسسة ترامب ودار جلوبال عن خطط لمشروعين لإنشاء أبراج ترامب فى جدة بالمملكة العربية السعودية وفى دبى، بالإضافة للمشاركة فى شركة ليف جولف الناشئة.
وقال إريك ترامب لصحيفة فاينانشال تايمز المالية البريطانية: «سنقوم بالتأكيد بمشاريع أخرى فى هذه المنطقة، هذه المنطقة تشهد نموًا هائلاً، ولن يتوقف ذلك فى أى وقت قريب».
ومن جانبه أكد زياد الشعار، أحد المسئولين التنفيذيين فى شركة دار الأركان: «نحن سعداء بتعزيز شراكتنا وتم إطلاق مشروع برج ترامب فى جدة، وهو المشروع الخامس لمؤسسة ترامب مع دار جلوبال».
وكشفت منظمة ترامب عن خطط لمشروعين فى الرياض بعد إطلاق مشروع برج ترامب فى جدة اعتزامها تنفيذ مجمع ترامب للجولف، بالتعاون مع شركة دار جلوبال، التى تعد الذراع الدولية المدرجة فى لندن لشركة دار الأركان السعودية للتطوير العقارى.
وتسعى مؤسسة ترامب لتنفيذ هذا المجمع على غرار مجمع ترامب للجولف الذى تم إطلاقه فى عمان فى عام 2022 الذى تقدر استثماراته بـ 2.66 مليار دولار، فى حين تقدر الاستثمارات فى برج جدة بـ 530 مليون دولار.
وافتتحت المؤسسة بالتعاون مع مؤسسة داماك العقارية التى يديرها حسين سجوانى، نادى ترامب الدولى للجولف فى دبى، وفى يناير 2025، ظهر سجوانى إلى جانب ترامب فى مؤتمر صحفى أُعلن فيه أن داماك ستستثمر «ما لا يقل عن» 20 مليار دولار (19.39 مليار يورو) لبناء عقارات فى جميع أنحاء الولايات المتحدة.
مطالبة تركية بغزة
فى مقابل تصريحات ترامب الساعية للاستيلاء على قطاع غزة، ظهر عبدالحميد كايهان عثمان أوغلو حفيد السلطان العثمانى عبد الحميد الثانى، ليعلن فى مؤتمر صحفى بإسطنبول بمناسبة الذكرى 107 لوفاة جده وقال: «ترامب يريد شراء غزة وأنا أتساءل من سيقوم بشرائها؟ غزة التى تتحدث عنها هى ملك خاص لجدى السلطان عبد الحميد، إنها إرث عائلى منحها لرعايا مملكته إنها أمانة أوصانا بها جدى ولن أتنازل عنها».
مذكرات هرتزل
وقال تيودور هرتزل فى مذكراته، إن رفض السلطان عبدالحميد الثانى بيع الأرض الفلسطينية جاءه من خلال وسيط يدعى فيليب مايكل ريتر فون نيولينسكى، وهو نبيل بولندى قائلًا: «لا أستطيع أن أبيع حتى جزءًا صغيرًا من الأرض للصهاينة لأن هذه الأراضى لا تنتمى إليّ، بل إلى أمتى، لقد كسبت أمتى هذه الإمبراطورية بالقتال والنزيف لا يمكن انتزاع هذه الأراضى منا إلا بالدم»، قال السلطان بصوت عالٍ: «أخبر اليهود بإخفاء ملياراتهم قد يتم تمزيق جثتنا، ولكن بينما نحن على قيد الحياة، لن أسمح أبدًا بأخذ أى جزء من بلدى منا».
أوقفوا ترامب !
يكشف الفيلم الأمريكى الكندى «المتدرّب»، الذى كتبه جابرييل شيرمان، وأخرجه الإيرانى السويدى على عباسى، رحلة صعود الرئيس الأمريكى دونالد ترامب وتحوله إلى ملياردير فى عالم العقارات فى نيويورك، وعالم الكازينوهات فى أتلانتك سيتى معتمدًا على الاحتيال، والطرق غير المشروعة، ومعرفة ثغرات ونقاط ضعف البشر والمؤسسات الأمريكية، مثل مجلس مدينة نيويورك، الذى قدم لترامب إعفاءات ضريبية، وابتزاز رجال المحاكم، والسيطرة عليهم!
ويقود النجم العالمى روبرت دى نيرو حملة توقيعات لعزل ترامب، واصفًا إياه بالشرير، مؤكدًا أنه لا يهتم لأى شخص سوى لنفسه، لا يهتم بالذين كان من المفترض أن يقودهم ويحميهم، وليس الأشخاص الذين يتعامل معهم، وليس الأشخاص الذين يتبعونه، ولا حتى الأشخاص الذين يعتبرون أنفسهم أصدقاءه أو حلفاءه. إنه يحتقرهم جميعًا لا يمكن أن يكون قائدًا» أوقفوا ترامب!.
مصر والأردن والتهجير
من جانبه قال ستيفان رول من المعهد الألمانى للشئون الدولية والأمنية «إن التنازل عن الأراضى المصرية يعتبر من المحرمات، خاصة فى ضوء مشروع إعادة التوطين، الذى يعتبره العديد من المصريين معاديًا للفلسطينيين».
وقال رول إن موقف مصر الرافض كان قائمًا على التضامن والدعم للسعى الفلسطينى لإقامة دولة، موضحًا أن مصر لديها خطتها الخاصة لإعادة بناء غزة، دون تشريد أى فلسطينى.
وأوضح «رول» أنه من المقرر أن تتم إعادة إعمار غزة على مدى ثلاث أو أربع سنوات فى مراحل مختلفة ستبدأ برفح والجنوب، وتستمر فى الوسط ومدينة غزة وستنتهى فى الشمال، لافتًا إلى أن الدول العربية والخليجية والاتحاد الأوروبى والمنظمات الدولية ستساهم فى إعادة الإعمار.
وأوضح إدموند راتكا، الذى يرأس مكتب مؤسسة كونراد أن تصريحات ترامب الأخيرة وضعت الملك الأردنى فى مأزق شديد، لأن الملك عبد الله الثانى عليه أن يحافظ على العلاقات مع الولايات المتحدة، ومن ناحية أخرى، فإن مثل هذا النقل السكانى، وإعادة التوطين القسرى للفلسطينيين فى الأردن، سيكون شيئًا لن يتمكن الملك فعليًا من نقله إلى شعبه.